يقول الله تعالى: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ))[البقرة:120].
ويقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ))[آل عمران:149].
فأعداء الإسلام يعملون ليلاً ونهاراً من أجل إطفاء نور الله، وتدمير الأمة المصطفاة، كلهم متفقون على ذلك وإن اختلفت أديانهم وآراؤهم.
وهذا ابتلاء من الله لهذه الأمة من جهة، كما أنه عقوبة وتأديب لها من جهة أخرى.
والإسلام قد قضى على الأديان الباطلة، وهدم الأنظمة الفاسدة، والحكومات الظالمة، وحارب الشهوات والرغبات الدنيئة، فلا غرابة أن يحقد عليه أصحابها، ويتآمروا على هدمه، ويدسوا فيه العقائد الباطلة، ومن ذلك إيجاد الفرقة بين أهله، وبذر البدع والضلالات فيهم.
وهكذا نجد شياطين المكر من هؤلاء الحاقدين يؤسسون فرقاً ضالة، أو يدخلون في فرق قائمة، فيزيدونها ضلالاً وغلواً، أو يلقون شبهة وضلالة إلى ضعاف العقول، فتكون أساساً لفرقة:
1- التشيع الغالي أسسه عبد الله بن سبأ اليهودي.
2- والاعتزال الغالي أسسه إبراهيم النظام وأبو الهذيل العلاف، وكلاهما في الأصل من المجوس الزنادقة.
3- والباطنية أسسها عبد الله بن ميمون القداح، وهو يهودي فارسي.
4- وإنكار الصفات أخذه الجعد بن درهم، والجهم بن صفوان عن فلاسفة اليهود والصابئة.
5- وإنكار القدر أخذه معبد الجهني، وغيلان الدمشقي عن بعض فلاسفة النصارى.
6- والتصوف أول من أسسه وسمى به في الإسلام زنادقة من الهندوس والمجوس، أمثال: عبدك وكليب، ثم انتشر ودخله الغالي والمتوسط.